
ناجي صوراتي: "اسمي باقٍ... فيما الجميع إلى زوال"
بعدما اتُّهم باستخدام العنف في مسرحياته، فُصل المخرج ناجي صوراتي من الجامعة اللبنانية الأميركية LAU. وعلى "العنف" ردّ في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في مسرح المدينة رافضاً مزاعم لجوئه إليه، حدّ إحراقه أحد طلابه، رامي. ونفى كل ما نُسج حول هذه القضية من أن شركات التأمين جاهزة دائماً لاستقبال طلابه "المعطوبين".
زاده ما حصل معه اقتناعاً بأن "مكان مسرحياتي ليس على خشبة المسرح". وشنّ هجوماً لاذعاً على الجامعة، متهماً المسؤولين فيها بأنهم لا يكترثون إلا للمال، وينفون الموهبة إلى المراتب الدنيا: "هي جامعة من يستطيع أهله أن يتكبّد مصاريف الأقساط. وقد جاء مرّة على لسان جدتي مثل مفاده أن من يعطي يأمر. في الجامعة اليوم مسؤولون يتخذون قرارات خاطئة. الجامعة حالياً مريضة، وآمل أن تتماثل إلى الشفاء قريباً".
وأضاف: "طوال عشرة أعوام من ممارستي التعليم في هذه الجامعة، لم أشجع إلا على التميز، حتى لو لم يكن مكتوباً لعملي أن يجد مكاناً له على خشبة... إذ كانوا يتّهمونني بالعنف، فتعليمي هو عنف لأنه يدعو إلى التميز". وتوجَّه إلى "أتباعه" من طلابه في الجامعة الذين حضروا المؤتمر، قائلاً: "نحن نجتمع اليوم، ولا نُبعد أحداً. هم أبعدوا أنفسم بأنفسهم. أتوقع منكم أن تصبحوا ذات يوم مخرجين كباراً".
وعن مسرحه قال: "مسرحي خطير نعم. وهو ليس موجّهاً إلى كائن من كان. كل ما أقدّمه على الخشبة، درس للحياة وللناس الذين يريدون أن يتعلموا. كانت الجامعة في يوم من الأيام وعاء تحتويه. أما الآن فلا". وختم صوراتي بالقول: "اسمي سيبقى في الجامعة، في حين أن الآخرين سيذهبون. في النهاية لا يصحّ إلا الصحيح".
وعن مشاريعه التي تلوح في الأفق قال: "مسرح إلى الهاوية جديدي". فعلّق أحد الحاضرين: "غداً يتّهمونك بأنك تشجّع على الانتحار".
وفي مداخلة من نضال الأشقر لاقت ترحيباً من الحضور: "ألا يفهم المسؤولون في الجامعات أن للمسرح لغة خارج اللغات وأدوات خاصة يتوسّلها للتعبير؟!". أما طلاب صوراتي فقد حضر عدد منهم فطرحوا أسئلتهم عليه، متضامنين معه، وعلّقت إحداهن معترضة: "إذا كان صوراتي مجرماً، فكيف يُبقون عليه طوال عشرة أعوام؟ هم المجرمون إذا سلّموا أعناقنا إلى مجرم كما وصفوه".
م. هـ. النهار - شباط ٢٠١١
No comments:
Post a Comment