Tuesday, March 01, 2011

IN THE PRESS - ناجي صوراتي ليس نبيّاً في بلده



 أنطونان آرتو لم يدرس في LAU
الغيوم ملبّدة فوق «الجامعة اللبنانية الأميركيّة» (LAU). منذ مطلع العام الدراسي الجاري، يسود في أروقتها جدل إثر تغييب ناجي صوراتي عن صفوفها. طلّاب المخرج المسرحي، كانوا يرون فيه أكثر من مجرّد أستاذ جامعي. هو الـ«ديداسكالوس» أو المعلّم بحسب التقاليد الإغريقيّة، وهم الـ«أغونيستيكوس» أو المتبارون والمحاربون. فهل يعبّر هذا التصنيف عن عنف نجح صوراتي في زرعه داخل طلابه؟ أم هي إشارة إلى الانضباط الكبير المطلوب في مسرحه التجريبي؟
بعد عقد من العمل أستاذاً لمادة المسرح في LAU، تخلله إنتاج عرض مسرحي سنوي من إخراجه، قرّرت إدارة الجامعة في 10 كانون الثاني (يناير) الأخير، تعليق دروس صوراتي ثمّ فصله، بعدما اتّهمته باستخدام «أساليب عنيفة مع طلّابه».
بدأت الأزمة خلال التمارين على مسرحية صوراتي «تقاسيم عراكيّة». يومها، خرجت إحدى الطالبات الجديدات من البروفا لتشكو أن طريقة تعاطي صوراتي مع الطلّاب جعلتها «تضطرب نفسياً». وأشاعت الطالبة أنّ صوراتي كبّل أحد زملائها واسمه رامي إلى عمود، وطلب من الممثلين الآخرين ضربه، ثم أحرقه بولّاعته... لأنه كان يعكّر صفو التدريب! كثُرت بعدها الأقاويل والشائعات، ما اضطر صوراتي إلى عقد لقاء مع طلّابه الأسبوع الماضي في «مسرح المدينة»، تحت عنوان «مسرح العنف، العنف في المسرح»، ليشرح لهم طريقة عمله. شرح صوراتي أنّ تكبيل رامي و«ضرب» الممثلين له، كان مشهداً من المسرحيّة، وأنّه لم يشعل ولّاعته بهدف أذيّته، بل لـ«إعادة انضباطه». وشرح صوراتي أنّ إصابة رامي بحرق بسيط، كان بسبب اقترابه المفاجئ من الشعلة، من دون أن يتعمّد المخرج ذلك. أكّد الممثلون الباقون الذين شاركوا في التمرينات صحّة كلام صوراتي، فيما برّرت الجامعة غياب شكاوى الطلّاب الآخرين، ورامي نفسه من الحادثة بأنّ «صوراتي يغسل أدمغة طلّابه».
يؤكّد صوراتي أنّه يطلب انضباطاً تاماً خلال البروفات لـ«الحفاظ على سلامة الطلاب»، كما يقول. هو يستعمل في مسرحياته عناصر قد تكون مؤذية، إذا لم يحسن الممثل التعامل معها، كالنار والخشب والحديد. لكن بعد شهر على شكوى الطالبة الأولى، تقدّم طالبان آخران استُبعدا عن «تقاسيم عراكيّة»، بشكوى مماثلة، قائلين إنّ أساليب صوراتي جعلتهما «يضطربان نفسياً» أيضاً. هنا، كلّفت الجامعة لجنة للتحقيق في الموضوع. ويشير صوراتي إلى أنّ اللجنة لم تضم أي متخصص في المسرح، ولم تحضر أي تمرين، بل اكتفت بالحديث إلى بعض الطلاب «المختارين» ثمّ قررت فصله.
إثر هذا القرار، بدأ طلاب صوراتي اعتصاماً في حرم الجامعة، ما زال مستمراً حتى اليوم، طالبين من الإدارة التعاطي معهم بشفافية، وإطلاعهم على تقرير اللجنة، وعودة صوراتي إلى إعطاء الصفوف. لكن إدارة الـLAU لم تستجب لمطالبهم، وتغاضت عن عريضة وقّعها 300 طالب مع أهاليهم. وقد اكتفت بإصدار بيان أمس مشيرة إلى أنّ عدم تجديد العقد يعود إلى «عدم مواءمة أساليبه التعليمية مع مبادئ الجامعة التربوية وقواعدها». طبعاً ما يجري يتخذ بعداً عبثياً، لكن يبدو أن ادارة الجامعة لم تسمع بـ«مسرح القسوة» ولا بكاتبه الأكبر الفرنسي أنطونان آرتو!
من جهة ثانية، يرى صوراتي أنّ هناك أمراً مجهولاً، هو نفسه لا يعرفه، أدّى إلى اتخاذ هذا القرار، وأنّ المسألة لا تتعلّق بطلّاب اشتكوا فقط. برأيه فإنّ «بعض الأساتذة حرّضوا هؤلاء الطلاب» بهدف التشهير به. ومع أنه «كان يعدّ «الجامعة اللبنانية الأميركية» حاضنةً له»، بحسب تعبيره، إلّا أنّه سينتقل إلى مرحلة ما بعد «الجامعة الأميركية اللبنانية» في مؤتمر صحافي، يعقده في 10 آذار (مارس) الجاري في «مسرح المدينة» حيث سيعلن مشاريعه المستقبلية. من بين هذه المشاريع، عرضه المسرحي الجديد «تقاسيم ما بعد العراك»...
زينب مرعي -   March 2011

No comments:

Post a Comment