Al Liwa - March 04, 2011

قرار بفصله من التدريس في جامعة (LAU)
<تقاسيم ما بعد العراك>· هو عنوان المسرحية الجديدة التي يعد لتقديمها الكاتب والمخرج المتميز جداً ناجي صوراتي، لكن هذه المرة ليس على خشبة مسرح غولبنكيان بل على خشبة اخرى يعلن عنها في مؤتمر صحافي يعقده في مسرح المدينة يوم 10 آذار/ مارس الجاري ويكشف فيه عن حيثيات فصله من العمل استاذاً في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) حيث قال بيان عن إدارتها ان عدم تجديد العقد مع صوراتي يعود الى عدم مواءمة أساليبه التعليمية مع مبادئ الجامعة التربوية وقواعدها·
مؤسفة هذه النهاية بين صرح أكاديمي عريق ومحترم وفنان مبدع خلاّق مثقف خاص كنا ننتظر أعماله السنوية مع طلابه على خشبة الجامعة مرة واحدة في العام، ودائماً نكون في حال انتظار لما هو مميز وخارق من الافكار والتداعيات والاجواء الابداعية المختلفة، وفجأة يتوقّف هذا التعاون مع شهادة بأننا لم نلتق هذا المخرج بعد ولا مرة ولكننا عرفناه جيداً وبعمق طوال سنوات وكلما شاهدنا جديداً له شعرنا بقوة التجديد والابداع في مادته المسرحية وزاد الى ذلك أداؤه بالفرنسية مع ندى أبو فرحات بطولة احدى مسرحيات السيدة نضال الاشقر (تصطفل ميريل ستريب)·
المعلن عن اسباب انفصال العلاقة بين المخرج والجامعة يعود الى شكوى من طالبة اشتكت من قسوة صوراتي في التعامل معها خلال التمارين المسرحية مما أثر على توازنها النفسي، ثم شكويان من طالبين آخرين عن أسلوبه القاسي أيضاً في التمارين·
إذن المشكلة في الاسلوب·· والاسلوب فقط·
هنا نبارك لـ صوراتي وندعوه للحفاظ على اسلوبه فالرجل هو الاسلوب، فكيف إذا كان رجلاً فناناً بحجم هذه الهامة المسرحية الساحقة ومعه تذكرنا أجواء فيلم بعنوان: <مجتمع الشعراء الموتى> مع روبن ويليامس الذي يكون استاذاً في واحدة من المدارس القديمة جداً والعريقة جداً في تاريخها ومستواها الاكاديمي، وإذا به يبتكر للطلبة أسلوب اعطاء المحاضرات الطبيعية فيخرج معهم الى فضاء الطبيعة الرحب ويتداول معهم في قضايا الادب والشعر والفكر، وعندما يرى القيّمون على الجامعة هذا الاسلوب يعنفونه ويهددونه بوقف التعامل معه لكن الطلبة ضغطوا في اتجاه بقائه وتثبيته·
وقد سعدنا لأن طلبة صوراتي في مادة المسرح يخوضون الى الآن اعتصاماً راقياً داخل حرم الجامعة مطالبين باستئناف التعاون مع صوراتي نظراً لما له من باع وخبرة وثقافة في ميدان المسرح·
ونحن نستغرب أن يكون مثل هذا السبب هو المبرر لفصله· فمن حق المبدعين امثاله امتلاك أسلوب خاص في العمل، وماذا كانوا سيقولون لو واكبوا ما كان يفعله الراحل يوسف شاهين خلال التصوير، لقد كانت الشتائم تنهمر في كل اتجاه على فريقه التقني وعلى الممثلين، مع استعمال عبارات: يا حمار اللي انت هناك· وما أكثر أيضاً أحيانا··ً لكن أحداً لم يكن ليقول شيئاً، ليس خوفاً من شاهين وهو عجوز، بل لأنهم يدركون ان هذا هو لسان شاهين، هذا أسلوبه ولن ينفع أبداً قول شيء· وقلة كانوا لا يعرفون ان شاهين كان يشتم من يحبهم فقط·
لا نريد بكل بساطة أن يخسر الوسط الأكاديمي المسرحي أستاذاً في مستوى ناجي صوراتي فبعد عدد غير قليل من المسرحيات التي كنا نقصدها بشغف داخل الجامعة، نجد انه كنز فني، ستكون خسارة كبرى إبعاده عن هذا المرفق الحيوي الأكاديمي (LAU)، والعودة عن الخطأ فعل يقوم به الكبار والعارفون والواثقون والمحترمون، ونريد أن نعيد هذا الكسب الى الطلبة الى جيل الغد المسرحي·
محمد حجازي
March 2011
No comments:
Post a Comment