Tuesday, February 05, 2013

حرمان رفض الحرمان



   حرمان رفض الحرمان


اي زمن هذا بات فيه الدين والسياسة حليفين متآمرين على الانسان وحقوقه. اي عصر هذا يريد فيه رجال الدين تأويل الدين وتعديل تفسيره وفرضه على المدنيين المؤمنين. اي قرن هذا يسمح السياسي لنفسه ان يكتم حناجر الشباب المطالبة بحق الزواج المدني والرافضة لتهديدات مزيفة لا تمثلها. لأن حرية  التعبير لا تحتاج الى فتوى ولا الى واسطة سياسية ، سيبقى نبض الشباب حياً حراً وقوياً من اجل حرية لطالما حلمنا بها


  فراس حمية، مدرس مسرحي، كاتب وناقد فني طليع في الأدب والدين هو
 خير مثيل لمن تعرضوا لأنواع الحرمان الاعلامي عندما طلب نشر بعض مقالاته الناقدة والتي تتناول مواضيع اجتماعية وثقافية ودينية. بعد اقفال العديد من الصفحات الالكترونية المنندة بكيفية التعاطي مع ملف قانون الزواج المدني والتي نشرت على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، لا بد ان يمنح موقعنا، الذي يرفض كل أشكال منع التعبير وممارسات التضييق، الكلمة لفراس حمية هذا الشاب الفني الشغوف ليبدي رأيه بحرية مطلقة 





ليس بالخبز وحده يحيا الانسان    

نطق المسيح قبل أكثر من ألفي سنة " ليس بالخبز وحده يحيا الانسان "، جملة تكشف بلا مواربة مكنونات الانسان الذي يسعى الى اشباع حاجاته الانسانية وفي مقدمتها الحرية الشخصية‫.

 ‫"لا اكراه في الدين‫" آية انزلها الله تعالى فى القرآن الكريم على رسوله الأكرم قبل ألف وخمسمائة سنة لتؤكد بكل  وضوح ودون اي تفاسير من هنا او هناك حرية الانسان في اختيار المعتقد فما السر في تناقض الخطاب الديني المعاصر مع النص الديني الأصيل؟! مع العلم بوجود أنواع من الزاوج في الاسلام ‫(زواج المتعة عند الشيعة والزواج العرفي عند أهل السنة ) تتقدم بأشواط على الزواج المدني. فالأول يتيح النكاح ويحلل العلاقات دون اي عقد مكتوب أما الثاني فيكتسب شرعيته من الأعراف الاسلامية وهو عقد غير موثق ايضاً، فالزواج هو عقد رضائي لا يستلزم سوى الاشهاد والاشهار وقبول الطرفين لانه رابطة انسانية‫.
من هنا نستنتج حقيقة الصراع القائم في لبنان ومن هذه النقطة بالتحديد تصبح الصورة أوضح وتتجلى الحقيقة التي لا لبس فيها. الصراع هو صراع اجتماعي_طبقي. صراع بين فئة سلطوية حاكمة برجوازية ارستقراطية اقطاعية تمثل اقلية على صعيد كل طائفة حيث عمدت منذ الاستقلال حتى الآن على تكديح الطبقة الشعبية حفاظا على مصالحها وضمانا لاستمراريتها. هذه الطبقة كالافعى تغير جلدها وشكلها ولونها مع كل حدث، تارة تاخذ شكلاً ايديولوجياً دينياً وتعتلي المنابر ليس دفاعاً عن الدين وانما عن مصالح مادية استهلاكية طفيلية، وتارة اخرى يعتلي النبر لزعيم سياسي، ثوري، واعظ المدينة ليرسم لنا الطريق، مسلك الحياة والنهج، الاستراتيجية الحياتية الانسب لطريقة العيش‫.

هذه الديناميكية في لعب الأدوار وصبغ القضايا الوطنية تارة بالرفض الديني وأخرى بالرفض السياسي ما هي الا محاكاة سخيفة ومكشوفة وأداة تستخدم من اجل قهر الشعب واستغلاله واستبعاده من قبل فئة نخبوية تعمل على تفتيت الوحدة والارادة والوعي الجماعي‫.
اما اللعبة الهزلية، لعبة تبديل الأدوار المسرحية التي رافقت الثورة، نعم الثورة الافتراضية من اجل المطالبة باقرار قانون الزواج المدني فتمثلت كالتالي: مفتي ديار المسلمين أخذ زمام المبادرة والهجوم والشيخ قبلان أخذ موقفا وسطيا
‫- السكوت علامة الرضى‫ - .اما رئيس الحكومة فلعب دور حارس المرمى، وحده رئيس الجمهورية طرد من الملعب بكارت احمر بطركي، مباراة دون جمهور‫.

  حبذا لو تحول هذا الحلف الاجتماعي العريض الافتراضي الذي تشكل وعيه الجماعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى حالة عملية واقعية ملموسة، حلف اجتماعي يضم اصوات الطبقات الكادحة من مختلف الطوائف والتخلص من حالة الاستفراد التي يعانيها الشعب وبالتالي هدم بنية النظام الفاشي، هذا النظام الذي ينتهك كراماتنا كل يوم بحجة الحفاظ على كراماتنا، الذي يغتال حقوقنا بحجة الدفاع عن حقوقنا، بدءا من رفض اقرار قانون حماية المرأة من العنف الأسري ثم اعطاء المرأة_الام الجنسية لاطفالها مرورا بقانون الانتخاب واغتيال الجيش_حطب الوطن_ وصولا الى الزواج المدني والحبل عالجرار
 ‫"لأن ما من شجرة جيدة تثمر ثمرا ردياً، ولا شجرة ردية تثمر ثمراً جيداً، فالشجرة الطيبة تثمر ثمراً طيباً " يسوع المسيح‫. 

فراس حمية

فراس بوزين الدين  
                               

No comments:

Post a Comment